بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.. رأيت اليوم هاشتاق (#مستجدين_كلية_الحاسبات) ورأيت كمية النصائح من الإخوان جزاهم الله خير وشاركت معهم ببعض التغريدات البسيطة وقلت : لماذا لا أفرد مقال بسيط يلخص بعض النقاط المهمة التي تساعد المستجدين ؟ – وها هو المقال :).
مبروك لكل متخصصي الحاسب بشتى فروعه قبولهم في هذا التخصص الرائع والذي سيكون نقلة نوعية في حياتهم إن كان دخول التخصص عن (رغبة), لكونها هي من سيعطيك الدافع بعد توفيق الله عز وجل, ويسعدني أن ألخص لك بعض النصائح من تجربتي مع تخصصي Computer Science مع العلم أن الحديث يعني مختلف فروع الحاسب, كالتالي :
1- لا تكن مثالياً : يدفع الحماس الزائد مع بداية الدراسة بعض التلاميذ إلى أن يسيروا وفق منهجية معقدة لا تتوافق مع حياتهم, ويستمرون معها (في أفضل حالة) إلى شهر من بداية الدراسة, ثم يبدأ الحماس في التراجع, حتى يعود لسابق عهده كما كان, والأفضل لك, أن تتعلم كما تحب, وبالطريقة التي تحب, ولا تظن أن الترتيبات والأمور الظاهرة هي التي ستجعل منك منظماً.
2- الوقت لا يمكن إدارته : نحن نقول أن الوقت يدار وهذا مجازاً, لكن فعلياً الوقت يسير سواء صنعت شيئاً أم لم تصنع, لذلك, يتحدد مدى استفادتك من الوقت من خلال الأشياء التي أنتجتها, وإياك أن تتعامل مع الوقت وكأنك رجل آلي, بل قس الـ 24 ساعة بما صنعته فيها.
3- أسس نفسك بطريقة أسرع من الجامعة : عندما يدخل بعض الطلاب إلى أقسام الكمبيوتر, فإن البعض منهم للأسف يظن أن اقسام الكمبيوتر (ويندوز وإنترنت وفلة) – لكنهم يصدمون بمناهج دسمة جداً تجعلهم في حيرة من أمرهم, لذلك, أفضل نصيحة أقدمها في هذه النقطة هي أن تجتهد في أول سنة بحيث تقرأ في أسس التخصص بعد أن تقرأ ما درسته في الجامعة, فمثلاً بعض الطلاب يواجه البرمجة من أول أسبوع وهو لا يفقه شئ فيها, والأفضل له, هو أن يحاول أن يفهم ما يستطيع فهم, ثم ينصرف للقراءة من مصادر خارجية, ليس للنجاح , بل لتطوير نفسه, لذلك , عزز المصادر الخارجية وإجعلها شئ أساسي في حياتك وليس فقط الحياة الجامعية, وفكر في أن تتقدم على الطلاب بمستواك بمعدل فصل دراسي واحد أو سنة بحيث تقرأ الأشياء التي ستأخذها مستقبلاً كلما سنحت لك الفرصة وهذا سيريحك كثيراً, مع التنبيه إلى أن هذه الأمور لا تأتي بضرب الصدور وهز الأكتاف, وإنم تأتي بالإجتهاد والتعب والصبر, وخصوصاً في السنة الأولى.
4- تعب التأسيس يقل تدريجياً : ومعنى هذا الكلام نك يجب أن تجتهد بأقصى ما لديك في السنة الأولى وتقرأ مايخصك في الجامعة وتوسع مداركك خارجها بتخصيص عدد ساعات كبير قليلاً, ثم بعد ذلك ستجد نفسك في السنة الثانية ستحتاج لساعات أقل وهكذا حتى تتخرج وعندها تكون قد أسست نفسك بشكل صحيح ووضعت قدمك على أولى درجات سلم الحياة العملية.
5- لا تشغل نفسك بما يقال حول التخصص: أنت لم تأتي لتدرس من أجل دكتور ناجح أو فاشل, ولم تأتي لكي تتجاوز المادة بنجاح دون أن تفهم ماهي, بل أتيت لتستفيد أولاً, لذلك أجتهد واترك عنك كل مايقال عند الدكاترة سواء بحق أو بباطل, فهذا الأمر لا يهم لأنك لو اجتهدت فستحصل على ما تريد بأمر الله, وذلك لكون بعض الطلاب يريد أن يحصل على درجات دون تعب, وإن لم يحصل عليها, نزل على معلم المادة, قد تكون هناك حالات ظلم نعم, لكن لا تشغل نفسك بهذا الأمر, فقط فكر في الفائدة, وهي من سيجلب لك الدرجات بأمر الله , لكونك ستسأل في الأشياء التي وجدت فيها الفائدة, ومن المؤكد ستجيب عليها بشكل صحيح إن شاء الله.
6- أقسام الحاسب مافيها وظائف : هذه المقولة التي أتعبت الكثير من متخصصي الكمبيوتر ليست صحيحة, وظائف الكمبيوتر فيها وظائف بالهبل : معليش شطحة– لكن الشئ الذي يجب أن تنتبه له هو – خروجك من الجامعة بالشهادة لا يعني أنك تستحق الوظيفة, وإنما ببساطة, الشهادة هي مفتاح لإدخالك المقابلات الشخصية, أي أن أرباب العمل والشركات وغيرهم يريدون أن يعرفوا من أنت؟ وماذا تعرف؟ وماذا ستصنع لهم؟ – لذلك يظن البعض أن رفض بعض الطلاب دلالة على عدم وجود وظائف والصحيح أن صاحب الشركة لا يريد أن يخسر ماله مقابل لا شئ – فكيف يعطيك راتب وأنت لا تجيد عمل ما يريده ؟! – لذلك احرص على تطوير نفسك في الجانب العملي كلما سنحت لك الفرصة.
7- السنين تجري في كل الأحوال : إياك أن تستعجل التخرج, وإياك أن تأخذ المواد تلو المواد وتضخم جدولك لتتخرج, فكر في الأمر بروية فأربع أو خمس سنوات, ستمر , سواء نجحت أو فشلت, والشهادة التي ستخرج بها – سيبقى فيها التقدير لبقية حياتك – لذلك حاول أن ترتب الأربع أو الخمس سنوات بشكل صحيح وتدرس فيها على مهل, وحاول أن تحصل على درجات عالية كنتيجة لإستفادتك من المادة, فالسنين ستمر ستمر, درست أو لم تدرس, تخرجت بسرعة أو على مهل.
8- اللغة الإنجليزية : ركز على تحسين لغتك الإنجليزية بكثرة الإستماع ولكي تعرف كيف تستفيد من تعلم اللغة بالإستماع راجع هذا الرابط http://www.abdullaheid.net/blog/?cat=374 , وإياك أن تؤجل موضوع اللغة لكون أقسام الحاسب تعتمد إعتماد كلي عليها, واجعل موضوع تعلمها موضوع جدي (موضوع حياة أو موت).
9- دائماً هناك طريقة أخرى : هذه القاعدة مهمة جداً, فمثلاً عندما يحاول التلميذ فهم مسألة معينة ويفشل, فإنه يلوم نفسه وينعت نفسه بالغباء, حسناً, ألم تسأل نفسك : هل هناك طريقة أخرى لفهم هذه المسألة ؟ – بهذا الأسلوب ستبحث عن أساليب أخرى تساعدك على فهم المسألة, وعندها قد يكون الخلل ممن شرح المسألة وليست منك ولا من المسألة, لذلك, دائماً تذكر هذا السؤال واجعله في ذهنك في كل ما يواجهك أثناء الدراسة.
10 - لكل حادثٍ حديث : كتلميذ حاسب, عش حياتك كتلميذ حاسب, ولا تشغل نفسك بأمور الوظائف والرزق أثناء الدراسة – فرزقك قد كتبه الله مسبقاً – واجعل البحث عن الوظيفة عندما تتخرج, وركز ثم ركز ثم ركز, إن كنت تريد أفضل الوظائف.
11 – كن أنت : لا تقارن نفسك مع التلاميذ الآخرين, فماذا ستستفيد؟, بالطبع لا شئ , فكل إنسان له طريقته وله توجهه وله أسلوب, وتذكر أن الله جل وعلا خلقك مميزاً بذاتك, لذلك لا تنظر للأخرين وتقارن مستواك بهم ولا تهتم لمعدلاتهم ولا لدرجاتهم ولا إلى أي شئ يخصهم, بل حاول أن تتعلم منهم مايفيدك فقط.
12 - دع الكبر فأنت في مكان علم : السؤال ثم السؤال ثم السؤال, هكذا يبدأ العلم, وهكذا يأتي العلم, فلا تتكبر عن سؤال معلم, زميل, أو أي شخص يفيدك, فالفائدة أولاً وأخيراً ستكون لك أنت, فأنتبه من داء الكبر.
13 – وقت فراغ في الجامعة : يجد الطلاب أوقات فراغ كثيرة بين المحاضرات في الجامعة, إياك أن تضيعها في الكلام الفارغ, بل ببساطة, أختلي بنفسك وأخرج كتبك وتعلم واقرأ كل مايفيدك.
14- الإخفاق شئ وارد : عندما تمر بحالة إخفاق, فلا تجعل منها الشعرة التي قصمت ظهر البعير, بل ببساطة, فكر فيها على أنها كانت (تنبيه) لك, وتذكر دائماً أن (الشئ قد حصل) – لذلك لا تعيد التفكير فيه – بل خذ منه العضة والعبرة وتعلم منه الدروس, وامضي قدماً لنجاح أخر,
15- أفضل وقت للدراسة : الأفضل أن ترتب وقت نومك, وليس بالضرورة أن يكون عند الساعة الفلانية والدقيقة الفلانية, بل حاول أن تنام في وقت يساعدك على النهوض لصلاة الفجر, يلي تلك الصلاة وقت عظيم جداً يكون فيه الذهن صافياً, استفد من تلك الساعتين وتعلم فيها و اقرأ فيها, وستجد الخير العظيم.
16- الكمبيوتر ليس كل شئ : هناك أمور أخرى يجب عليك الإنتباه لها, مثل تخصيص وقت لقراءة القرآن والإطلاع على الثقافة العامة, وقت للمتعة واللعب, وقت للزيارة, فهذه الأمور ليست مضيعة للوقت بل تجدد نشاطك لتعود أقوى من قبل.
17 – اقرأ بالعربي والإنجليزي : إبتعد عن النصيحة التي تقول (اقرأ فقط بالإنجليزي), بل على العكس اقرأ هنا وهناك, وتابع المواقع الإنجليزية والعربية في التخصص واقرأ المقالات التقنية باللغتين واقرأ الكتب أيضاً باللغتين, فلماذا تحرم نفسك الفائدة ؟, وبعدها قرر مايفيدك, ولا تأخذ النصيحة على أنها مسلمة أو قرآن بحيث تصر على لغة دون أخرى, وتذكر أنك تبحث عن الفائدة.
18- الفوائد معك أينما كنت : دائماً حاول أن تستخدم التقنية في تسجيل ما تتعلمه حتى تصل له من أي مكان, فمثلاً بإمكان تخصيص بريد Gmail لك لكي تستفيد من كتابة المستندات والوصول لها من كل مكان تريده, بحيث تكتب ملخصاتك وأنت في المحاضرة وأنت في الجامعة في أي مكان وأنت في المقهى وأنت في المنزل, وحاول استخدام البريد في تنظيم نفسك بشكل صحيح وليس (مثالي لا يطاق).
19- اقرأ عن العلماء : فالقراءة عنهم ومشاهدة مقاطع لهم على اليوتيوب وماذا فعلوا تزيد من الحماس على المواصلة والمتابعة.
20 – اليوتيوب, الكنز الغير مستخدم : استخدم اليوتيوب في التعلم, شاهد المقاطع ورتب مقاطعك على اليوتويب نفسه بحيث تشاهدها فيما بعد وحاول أن تشاهد مقطع واحد كل يوم ولو خمس دقائق في التخصص, وتعلم منه كل ما يفيديك.
عشرين نصيحة من القلب أهديتها لك, لأنني ببساطة, أحب لك الخير كما أحبه لنفسي, وأتمنى من أعماق قلبي أن أراك بصمة في صدر الزمان يشار إليها يوماً ما .. بالبنان.
0 comments:
Post a Comment